أخبار مصر العروبة
الصحفيين” ترفض وتدين تصريحات ترامب بالسيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين.. تطهير عرقي وعودة لعصر الاستعمار البغيض

تعرب نقابة الصحفيين المصرية عن رفضها الشديد وإدانتها المطلقة للتصريحات العنصرية والعدوانية غير المسئولة وغير المنضبطة الأخيرة للرئيس الأمريكي، التي تتحدث عن السيطرة على قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني، وتشير النقابة إلى أن هذه التصريحات تعيدنا إلى عصور الاستعمار البغيض، وتعد امتدادًا للسياسات الإمبريالية للسيطرة على مقدرات الشعوب، وطمس هويتها الوطنية، فضلًا عن كونها تمثل عدوانًا صارخًا ليس على حقوق الفلسطينيين وحدهم، بل على حقوق جميع الشعوب في تقرير مصيرها، مما ينذر بتفجير الأوضاع في المنطقة والعالم.

وترى النقابة أن تصريحات ترامب لا تقف فقط عند كونها دعوة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية، واعتداءً على حقوق الفلسطينيين المشروعة، بل هي امتداد لرؤية استعمارية للإدارة الأمريكية الجديدة تمهد لحقبة من عدم الاستقرار العالمي، وترسم سيناريو استعماريًا جديدًا تحدد من خلاله أمريكا منفردة شكل المنطقة والعالم مما يشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن والسلم الدوليين، وهو ما لا يمكن السكوت عنه، أو قبوله، وتؤكد أن هذه التصريحات لا تنفصل عن سلسلة من التصريحات السابقة، التي عكست نزعة ترامب التوسعية والعنصرية ونزوعه نحو السيطرة، مثل الحديث عن استيلاء الولايات المتحدة على غرينلاند، والتهديدات بشأن قناة بنما، وإعلانه المتكرر  أن كندا يجب أن تكون الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.

إن هذا النهج الاستعماري والتصريحات العدوانية يعيد للأذهان المواقف العنصرية للقادة النازيين والفاشيين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، مما يستدعي تحركًا دوليًا مشتركًا، وردًا حاسمًا قبل أن تشعل حربًا عالمية جديدة يدفع ثمنها العالم وشعوبه.

وتؤكد النقابة أن تمسك ترامب بتصريحات تهجير الفلسطينيين، وإمكانية تحقيقها يؤكد أنها ليست مجرد تصريحات عبثية، بل هي خطة صهيو أمريكية ممنهجة، ودعوة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية، وشرعنة لجرائم الحرب، وهو ما يمثل أيضًا انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، التي تعتبر تهجير أي شعب قسرًا جريمة حرب بحد ذاتها. وهو ما لا يمكن مواجهته ببيانات الشجب والإدانة، بل يتطلب تحركًا عمليًا على مختلف المستويات لمواجهته، والتصدي له بكل الطرق المشروعة.

وتشدد النقابة على دعمها الكامل للدولة المصرية في رفضها لمثل هذه التصريحات، وكذلك دعمها لكل المواقف العربية والدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وترى أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين تمثل جريمة ضد الإنسانية لن نقبل بها، أو نصمت إزاء أي تحركات تؤدي إلى تقويض السيادة الفلسطينية، وحقوق الشعب في إقامة دولته المستقلة.

وفي هذا السياق، تدعو نقابة الصحفيين المصرية النقابات المهنية، والقوى الفاعلة في مصر إلى تنظيم تحركات مشتركة، بدءًا بمؤتمر تضامني يُعقد في مقر النقابة، للاتفاق على خطوات تصعيدية واضحة تعبر عن الرفض القاطع لهذه السياسات، وتبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن هذه المخططات لن تمر.

كما تناشد النقابة المجتمع الدولي، والقوى الحية في العالم لتشكيل جبهة دولية موحدة، تضم جميع الأطراف المتضررة من هذه التوجهات الاستعمارية، للعمل على مواجهة هذه السياسات الإمبريالية، ولضمان تحقيق العدالة والسلام في القضية الفلسطينية، باعتبارها مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وتطالب النقابة الإدارة الأمريكية بالتراجع الفوري عن هذه التصريحات العدوانية، محذرة من أن استمرار هذا الخطاب المتطرف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والصراعات، ويضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع الشعوب الحرة، التي ترفض الاستبداد والهيمنة.

إن نقابة الصحفيين المصرية إذ تعلن موقفها الصارم تجاه هذه التصريحات، تؤكد أن القضية الفلسطينية ستظل قضية مركزية للعالم العربي، ولا بديل عن منح الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة، وأن أي محاولات لطمس حقوق الشعب الفلسطيني ستواجه بمقاومة شعبية وسياسية وقانونية على كل المستويات، ولن يسمح لها بأن تصبح أمرًا واقعًا مهما كانت الضغوط، أو التهديدات.
#مصر_ضد_التهجير
#سيناء_خط_حمر
#صفوت_سليم
#مصر
#فلسطين
#غزة

Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts

مقارنة بين يحيى حقي ونجيب محفوظ

كلاهما من أعلام الأدب المصري والعربي، لكنهما يمثلان تيارين مختلفين في الكتابة، مع تقاطعات في بعض النقاط. إليك مقارنة شاملة:
1. الخلفية والنشأة
يحيى حقي (1905-1992):
يُعتبر يحيى حقي  من “آباء القصة القصيرة العربية” مع التيمورييّنِ محمد ومحمود، وهو من مواليد القاهرة في أسرة متوسطة.
درس الحقوق وعمل في السلك الدبلوماسي، مما أتاح له الاطلاع على ثقافات مختلفة في أوروبا وآسيا.
هذه التجربة أثرت في كتاباته، حيث نرى مزيجًا بين الثقافة المصرية التقليدية والحداثة الغربية.
كان يحيى حقي أكثر ميلاً للكتابة القصيرة، مع اهتمام خاص بالإنسان البسيط وهمومه اليومية.
نجيب محفوظ (1911-2006):
نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1988، نشأ في حي الجمالية بالقاهرة، وهو ما انعكس بقوة في أعماله التي تصور الحياة الشعبية المصرية. درس الفلسفة في جامعة القاهرة وعمل موظفًا حكوميًا. محفوظ اشتهر بالرواية الطويلة، وكان أكثر طموحًا في بناء عوالم روائية ضخمة، مثل “الثلاثية”، مع التركيز على التاريخ الاجتماعي والسياسي لمصر.
التقييم:
يحيى حقي كان أكثر تأثرًا بالثقافة العالمية بسبب عمله الدبلوماسي، بينما نجيب محفوظ كان متجذرًا في الواقع المصري المحلي، خاصة أحياء القاهرة الشعبية. هذا الاختلاف في الخلفية أثر على رؤيتهما الفنية.
2. الأسلوب الأدبي:
يحيى حقي:
يتميز أسلوب يحيى حقي بالشاعرية والإيجاز. لغته سلسة ومرهفة، وغالبًا ما يستخدم الرمزية للتعبير عن أفكاره. في أعماله مثل “قنديل أم هاشم”، نرى اهتمامًا بالتفاصيل الصغيرة التي تعكس الصراع الداخلي للشخصيات، مع تركيز على الجانب النفسي والإنساني.
حقي كان يميل إلى القصة القصيرة، حيث يمكنه التقاط لحظة إنسانية بكل عمقها في مساحة محدودة.
نجيب محفوظ:
أسلوب نجيب محفوظ أكثر واقعية وتقليدية في بناء السرد. لغته واضحة ومباشرة، لكنها تحمل طبقات متعددة من المعاني، خاصة في أعماله الرمزية مثل “أولاد حارتنا”. محفوظ كان بارعًا في بناء الروايات الطويلة، حيث ينسج حكايات مترابطة تمتد عبر أجيال، كما في “بين القصرين”. كما أنه استخدم الحوار ببراعة لتصوير الشخصيات والبيئة الاجتماعية، كما وتمتع بلغة عربية أخاذة، ومعجم متفرد من الألفاظ العربية ذات الدلالات المتجذرة في الفصاحة والبيان.
التقييم:
يحيى حقي يميل إلى الشاعرية والرمزية مع تركيز على اللحظة الإنسانية، بينما نجيب محفوظ يتبنى الواقعية ويبني عوالم روائية واسعة. حقي أكثر إيجازًا، بينما محفوظ أكثر تفصيلًا وشمولية.
3. الموضوعات والرؤية الفنية
يحيى حقي:
يركز يحيى حقي على الصراع بين التقاليد والحداثة، وهو موضوع متكرر في أعماله. في “قنديل أم هاشم”، يناقش صراع الشاب إسماعيل بين تعليمه الغربي وإيمانه التقليدي، معبرًا عن محاولة التوفيق بين الشرق والغرب. كما أن حقي يهتم بالإنسان البسيط، مثل الفلاحين والحرفيين، ويصور معاناتهم بلمسة إنسانية دافئة. رؤيته الفنية تميل إلى الإصلاح الاجتماعي من خلال فهم الإنسان بعمق.
نجيب محفوظ:
نجيب محفوظ يتناول موضوعات أوسع وأكثر تعقيدًا، مثل التغيرات الاجتماعية والسياسية في مصر عبر القرن العشرين. في “الثلاثية”، يصور تطور الأسرة المصرية عبر ثلاثة أجيال، مع التركيز على تأثير الاستعمار، الثورة، والتحولات السياسية. كما أن محفوظ تناول قضايا وجودية وفلسفية في أعمال مثل “اللص والكلاب” و”الطريق”، حيث يناقش الصراع بين الخير والشر، والحرية والقدر.
التقييم:
يحيى حقي يركز على الصراعات الداخلية والإنسانية في إطار محدود، بينما نجيب محفوظ يتناول قضايا اجتماعية وسياسية واسعة، مع اهتمام أكبر بالتاريخ والمجتمع. حقي أكثر تركيزًا على الفرد، بينما محفوظ يهتم بالجماعة والتاريخ.
4. الشخصيات
يحيى حقي:
شخصيات يحيى حقي غالبًا ما تكون بسيطة وعادية، لكنها تحمل أبعادًا نفسية عميقة. على سبيل المثال، إسماعيل في “قنديل أم هاشم” يمثل الشاب المصري الممزق بين قيمه التقليدية وطموحاته الحديثة. حقي يبرع في تصوير الشخصيات من خلال تفاصيل صغيرة، مثل نظرة أو حركة، مما يجعلها واقعية ومؤثرة.
نجيب محفوظ:
شخصيات نجيب محفوظ أكثر تنوعًا وعددًا، حيث يخلق مجتمعًا كاملاً في كل رواية. في “بين القصرين”، نرى شخصيات مثل السيد أحمد عبد الجواد وأبناءه، وكل شخصية تمثل نمطًا اجتماعيًا أو فكريًا. محفوظ يبرع في تطوير الشخصيات عبر الزمن، حيث نراها تتغير وتنضج مع الأحداث.
التقييم:
يحيى حقي يركز على عمق الشخصية الفردية في مساحة محدودة، بينما نجيب محفوظ يصور مجتمعًا بأكمله، مع تطور الشخصيات عبر أجيال.
5. التأثير والإرث
يحيى حقي:
يُعتبر يحيى حقي رائد القصة القصيرة في الأدب العربي، وقد أثر في أجيال من الكتاب مثل تيمور ويوسف إدريس. أعماله تُدرس كجزء من تطور الأدب الحديث، خاصة في تصوير الصراع بين الشرق والغرب. لكنه لم يحظَ بنفس الشهرة العالمية التي حصل عليها محفوظ.
نجيب محفوظ:
نجيب محفوظ هو أول عربي يفوز بجائزة نوبل للآداب، مما جعله رمزًا عالميًا للأدب العربي. أعماله تُرجمت إلى لغات عديدة، وألهمت أفلامًا وسيناريوهات. محفوظ أثر في الكتاب العرب بقدرته على مزج الواقعية بالرمزية، وهو يُعتبر مرجعًا أساسيًا لفهم المجتمع المصري في القرن العشرين.
التقييم:
نجيب محفوظ يتفوق من حيث التأثير العالمي والشهرة، بينما يحيى حقي يظل رمزًا للقصة القصيرة والحساسية الإنسانية في الأدب العربي.
6. أوجه التشابه
كلاهما تناول الواقع المصري بصدق، مع التركيز على الإنسان المصري وهمومه.
كلاهما تأثر بالثقافة الغربية، لكنهما حافظا على جذورهما المصرية.
كلاهما استخدم الأدب كوسيلة للنقد الاجتماعي والإصلاح.
7. أوجه الاختلاف
النوع الأدبي: يحيى حقي اشتهر بالقصة القصيرة، بينما نجيب محفوظ اشتهر بالرواية الطويلة.
الأسلوب: حقي شاعري ورمزي، بينما محفوظ واقعي وتقليدي.
الموضوعات: حقي يركز على الفرد والصراع الداخلي، بينما محفوظ يركز على المجتمع والتاريخ.
التأثير: محفوظ حظي بتأثير عالمي أكبر، بينما حقي كان تأثيره أكثر تركيزًا في الأدب العربي.
الخلاصة
يحيى حقي ونجيب محفوظ هما وجهان لعملة الأدب المصري الحديث. يحيى حقي يمثل الحساسية الإنسانية والشاعرية، مع تركيز على اللحظات الإنسانية العابرة، بينما نجيب محفوظ يمثل الرؤية الشاملة والملحمية للمجتمع المصري. اختيار أحدهما على الآخر يعتمد على ذوق القارئ: إذا كنت تبحث عن عمق نفسي وإيجاز شاعري، فإن يحيى حقي هو خيارك، أما إذا كنت تفضل عوالم روائية واسعة تصور التاريخ والمجتمع، فنجيب محفوظ هو الأنسب. كلاهما، بلا شك، ترك بصمة لا تُمحى في الأدب العربي.