أكد اللواء دكتور أمين إسماعيل مجذوب، الخبير الاستراتيجي وإدارة الأزمات السوداني، أن ما حدث اليوم في الفاشر هو قتال من مواقع تبادلية بعد محاولة 266 محاولة هجوم فشلت جميعها.
وقال اللواء أمين مجذوب في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم» الآن ميليشيا الدعم السريع وصلت إلى مباني الفرقه، وهناك فرق كبير بين مباني الفرقه وبين الفرقه بكاملها. وأوضح أن الفرقه تغطي مساحه تقدر بحوالي 30 كيلومتر مربع هي مساحة مدينة الفاشر، مضيفا «اعتقد أنه ما زالت القوات الآن في مواقع تبادلية تقاتل داخل مدينة الفاشر.
وأشار الخبير الاستراتيجي السوداني والقائد الأسبق للفرقة السادسة مشاة إلى أن الدعم السريع فقد حوالي 80% من قوته الضاربة البشرية وبالتالي يعتمد الآن على فرض الحصار على منطقة معينو لفترة طويل بهدف أضعافها ومن ثم الدخول إليها، إذا انسحبت القوات لكن استخدام المسيرات تضر ولا تسيطر وهذا أمر أصبح معروف في هذه الحرب.
وفي رده على سؤال هل يتجه السودان إلى سيناريو مشابه إلى ليبيا أو اليمن؟، قال اللواء إسماعيل أمين مجذوب «أعتقد أيضا أن هذه الحكومة التي تأسست قبل شهور في نيالا لن تجد تأييد محلي أو إقليمي ولا دولي بل الرفض من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي مع الدول العربية أو من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي .وشدد على أنه لن تشكل حكومة ولا نموذج ينطبق على السودان لأن الشعب السوداني يختلف أيضا عن الشعوب الأخرى .
واعتبر «مجذوب» إن هذه التطورات ستنعكس سلبا على ملف التفاوض والجيش السوداني والحكومة السودانية والشعب السوداني لن يرضى بالجلوس مع الدعم السريع بعد هذه التجاوزات، مشيرا إلى أن كل الهدن السابقة التي عقدت مع الدعم السريع كان فيها نوع من الخداع .
ونوه في هذا الصدد إلى أن الهدنة شهدت سقوط مدني، ولذلك سيكون التأثير السالب لا شك على الجهود التي تبذلها الرباعية والولايات المتحدة الأمريكية .
وأكد أن مسألة أن يجلس الجيش السوداني مع الدعم السريع أصبحت شبه مستحيلة .
ولفت مجذوب إلى أن الفاشر مدينة سراتيجية وتاريخية كانت عاصمة السلطنة، وهي بها موارد زراعية وصناعية وهي ملتقي طرق، إضافة لأنها من الحيكورة أو منطقة تسمى الحواكير خاصة بقبائل الفور والبرتي والتونجر والقبائل الإفريقية الموجودة الآن في دارفور وهذا صراع كبير بينهم وبين القبائل العربية .
وقال «أعتقد أن وجود القوات المشتركة في هذه المرحلة يلقي عليها عبء كبير جدا خاصة وأن الحركات الرئيسية حركة مناوي وحركة جبريل تنتمي إلى قبائل الفور والزغاوة وهذا أمر يلقي عليهم عب كبير جدا على القتال لاستعادة الأمر في الفاشر، وهم يقاتلون الآن مع الجيش السوداني قدم بقدم وبالتالي لا تأثير حتى ولو سقطت الفاشر نهائيا، هم سودانيون ولديهم مواقف وطنية ويتعاونون الآن مع الحكومة وهم شركاء بموجب اتفاق السلام 2020 في جوبا هم شركاء في كل التفاصيل .
وفي سياق متصل أدانت شبكة أطباء السودان بأشد العبارات القصف المتعمد الذي استهدف مستشفى الفاشر التعليمي اليوم، والذي أسفر عن مقتل أحد كوادر التمريض وإصابة ثلاثة من الكوادر الطبية أثناء أداء واجبهم الإنساني في إسعاف الجرحى وتقديم الرعاية الصحية للمواطنين.
وقلت شبكة أطباء السودان في بيان صحفي «إن استهداف المستشفيات والمرافق الصحية يُعد جريمة حرب وانتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني، ويمثل امتدادًا لسلسلة الاعتداءات التي تُمارسها الدعم السريغ بحق المدنيين والقطاع الصحي في دارفور.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري والعاجل لحماية المدنيين في مدينة الفاشر والذين يتم قصفهم بصورة مكثفة منذ فجر أمس بكل أنواع الصواريخ الموجهة، كما تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تحمل مسؤولياتها في حماية الكوادر الطبية والمرافق الصحية التي باتت هدفًا مباشرًا للهجمات المتكررة للدعم السريع.








