في ظل موجة التجارب النووية التي أعلنت عدة دول حول العالم انطلاقها، بعد انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا في يونيه الماضي، نجحت روسيا في تجربة صاروخها النووي «بوريفيستنيك» المنفردة به والذي لا يمكن اعتراضه من قبل الدفاعات الجوية.
وأصبحت التجربة النووية التي ظل فيها الصاروخ الباليستي، 15 ساعة في السماء قاطعًا مسافة تصل لنحو 14 ألف كيلومتر، كفيلة لاستثارة غضب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإعطاء الضوء الأخضر للبنتاجون في بدء تجاربه النووية أيضًا في إشارة لاختراق معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية 1996– التي رفض الاتحاد الروسي حينها التصديق عليها- والتي امتنعت أمريكا عنها قبل 4 سنوات.
وجاء الاستعراض النووي الروسي في أعقاب الهجمة الروسية الثانية على أوكرانيا وفرض أمريكا عقوبتها على اثنين من أكبر شركات النفط الروسية، هما: «لوك أويل انترناشيونال»، و«روس نفط».
غرّد الرئيس الأمريكي ترامب عبر منصته تروث سوشيال أن الولايات المتحدة تمتلك أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى، موضحًا أن روسيا تحتل المرتبة الثانية، يليها الصين بفارق كبير، والتي ستتعادل معها خلال 5 سنوات.

يشار إلى أن معهد «sipri» أعلن في يونيو الماضي عن تقريره السنوي لحالة التسلح ونزع السلاح والأمن، حيث بلغ إجمالي المخزون العالمي 12 ألفًا و241 رأسًا حربيًا في يناير 2025، نحو 79% منها للاستخدام المحتمل بـ9614 رأسًا حربيًا، وُضع منها 2100 رأسًا حربيًا في حالة تأهب تشغيلي قصوى على الصواريخ الباليستية. جميعها مملوكة لروسيا أو الولايات المتحدة، فيما قد تحتفظ الصين الآن ببعض الرؤوس الحربية على الصواريخ خلال أوقات السلم.
وخلال السطور التالية نتحقق من إدعاء الرئيس الأمريكي ترامب، بشأن امتلاك الولايات المتحدة أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى، مستندين إلى البيانات الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام «sipri».
كشفت البيانات عن تضليل تصريح الرئيس الأمريكي، في أكثر من موضع، ووفقًا لأحدث إحصائية لمعهد ستوكهولم صادرة يناير الماضي؛ استحوذت روسيا على نصيب الأسد من إجمالي مخزون الأسلحة النووية للعام الثالث على التوالي بنحو 45%، بـ5459 رأسًا حربيًا، بزيادة 282 رأسًا عن الولايات المتحدة التي جاءت في المرتبة الثانية، وهو ما يعادل مخزون الصين بـ9 مرات والتي بلغت 600 رأسًا، ثم فرنسا بـ290، وإنجلترا بـ225، والهند بـ180، وباكستان بـ170، ثم إسرائيل التي لا تعترف علنًا بامتلاكها أسلحة نووية بـ90، وأخيرًا كوريا الجنوبية بـ50 رأسًا حربيًا.
وبالتدقيق من ترتيب الدول المسلحة نوويًا في عام 2024، تبين أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست أكثر دولة تمتلك أسلحة نووية، حيث تحتل روسيا المرتبة الأولى بـ5580 رأسًا حربيًا، بزيادة 252 رأسًا عن وصيفتها الأمريكية، وهو ما يعادل مخزون الصين بـ11 مرة والذي بلغ 500، ثم فرنسا بـ290، وإنجلترا بـ225، والهند بـ172، وباكستان بـ170، ثم إسرائيل بـ90، وأخيرًا كوريا الجنوبية بـ50 رأسًا حربيًا.
كشفت بيانات المعهد عن العام 2023، أيضا، عن أن الولايات المتحدة استحوذت على المرتبة الثانية في ترتيب الدول المسلحة نوويًا بـ5244 رأسًا، بعد روسيا التي تصدرت القائمة بـ5889 رأسًا نووية، وهو ما يعادل مخزون الصين بـ14 مرة والتي بلغ عددها 410 رأسا نووية، ثم فرنسا بـ290، ثم بريطانيا بـ225، وباكستان بـ170، والهند بـ164، ثم إسرائيل بـ90، بزيادة 60 رأسًا عن كوريا الجنوبية.
ورُغم تصدر روسيا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، إلا أن مخزونها النووي انخفض 7% خلال تلك الفترة، مقابل انخفاضه 1% فقط في الولايات المتحدة، بينما زاد في الصين 46%، والهند 10%، وكوريا الجنوبية بـ67%، وثبت في كلًا من باكستان، إسرائيل، فرنسا، وإنجلترا.
يُذكر أن العالم استهلك في عام 2022 نحو 67 ألف و500 من اليورانيوم (المستخدم لصنع السلاح النووي)، ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر استهلاكًا برصيد 18 ألفًا و50 طنًا بنحو 27% من الاستهلاك العالمي، مقابل إنتاجها 75 طنًا في العام ذاته، أي استهلكت نحو 25 مرة من إنتاجها.
وتلى الولايات المتحدة في ذلك، الصين التي استهلكت 11 ألفًا و300 طنًا، بنحو 17% من الاستهلاك العالمي، مقابل إنتاجها 1700 طنًا، أي أن استهلاكها يعادل إنتاجها نحو 7 مرات، ثم فرنسا، الهند، وكوريا الجنوبية.









