تواصل مصر تعزيز موقعها على خريطة التراث الثقافي غير المادي عالميًا، عبر مبادرات تتبناها وزارة الثقافة لتوثيق وتسجيل عناصر من الموروث الشعبي في قوائم منظمة اليونسكو، بما يجسد تنوّع الشخصية المصرية وثراءها الثقافي الممتد عبر العصور.
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة نهلة إمام مستشار وزير الثقافة للتراث الثقافي غير المادي، إن المجتمعات المحلية في أنحاء الجمهورية قدمت طلباتها للوزارة لإلحاق عناصرها المميز في اتفاقية اليونسكو لصون التراث غير المادي، مضيفة أنه في العام الماضي تم تسجيل الحِنة وآلة السمسمية كعناصر مشتركة مع دول أخرى.
وأضافت «إمام» في لقاء على قناة «إكسترا نيوز»، الاثنين، أن مصر ستتقدم بطلب لتسجيل الكشري كعنصر وطني تنفرد به، في اجتماع الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي في نيودلهي بالهند، الممتد من 8 إلى 13 ديسمبر 2025.
وذكرت أن التسجيل يشمل الاحتفالات المصرية كـ شم النسيم، والسبوع، بمظاهرها المميزة للمجتمع المصري، بالإضافة للعلاج بالدفن في الرمال في سيوة، معلقة: «أطراف الوطن نوليها نفس الاهتمام الذي نوليه لقلب الوطن».
وأشارت إلى أن فوز الدكتور خالد العناني برئاسة اليونسكو لا يعطي الدولة أفضلية بل يدفعها لتقديم أفضل ملف ممكن، مؤكدة أن العناني يقف على مسافة واحدة من كل الدول باعتباره مسؤولا عن ثقافة العالم.
سبق أن أدرجت مصر في 2024 الحناء والسمسمية ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي في الدورة التاسعة عشرة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث، المنعقدة في أسنسيون بجمهورية باراجواي عام 2024، تأكيدًا على عمق الموروث الشعبي المصري وامتداده الإقليمي.
الحناء، التي تشترك فيها مصر مع عدد من الدول العربية، تُعد رمزًا للفرح والزينة في المناسبات الاجتماعية، من الأعراس لاستقبال المواليد، وترتبط بعادات وطقوس تمتد قرونًا، تحمل دلالات جمالية وروحية في حياة النساء.
أما السمسمية فتجسّد روح مدن القناة والبحر الأحمر؛ آلة بسيطة في شكلها، لكنها تحفظ ذاكرة المكان وصوت الناس. يصنعها الصيادون والبحارة بأيديهم من مواد طبيعية، ويعزفونها في الأفراح والمهرجانات، كأداة تجمع بين الفن والهوية والتماسك الاجتماعي.
تترشح أكلات مصرية مثل الكشري، الفتة، الفسيخ، والفول لتُسجل ضمن قائمة التراث الثقافي لليونسكو، ويُعد الكشري هو الأكثر ترشيحًا حاليًا كما أنه يعد بديلًا نباتيًا للأطعمة السريعة.
أما الفتة، فتعد وجبة مصرية أصيلة، تجمع بين الأرز والخبز واللحم والصلصة، وهي من الأطباق المفضلة والمميزة، كما أنها من الأطباق الشهيرة في المناسبات لا سيما عيد الأضحى.

أما الفول، فهو طبق شعبي أصيل، ويمثل جزءًا أساسيًا من التراث المصري، ويُقدم بطرق مختلفة كوجبة رئيسية، خاصة في وجبة الإفطار، والفسيخ هو أحد الأطباق التي تُذكر في سياق الأطعمة المصرية التي قد تُسجل ضمن قائمة التراث العالمي، فيما يعود تاريخه إلى الفراعنة ويحتفظ بعاداته الطقوسية التي تجمع الأسر المصرية.
كذالك الملوخية، من ضمن الأطباق المرشحة للتسجيل في قائمة التراث العالمي، الذي يعد من الأطباق ذات التراث المصري الأصيل.
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 







