قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قصة الرجلين التي ذكرها القرآن الكريم في قوله تعالى: «واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعًا»، تحمل دلالة عميقة على فتنة المال واختبار الغنى والفقر.
وأوضح الجندي، خلال حلقة خاصة بعنوان «حوار الأجيال»، ببرنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، اليوم الأربعاء، أن الآيات الكريمة رسمت مشهدًا متكاملًا لفتنة الثراء، مبينًا أن الله سبحانه وتعالى اختبر أحد الرجلين بأن منحه جنتين، بينما الآخر حُرم منهما، مؤكدًا أن هذا ليس ظلمًا بل هو قمة العدل الإلهي، لأن العطاء قد يكون اختبارًا مثلما يكون المنع ابتلاءً.
وأضاف أن الخطأ الأكبر هو تقييم الإنسان على أساس ماله أو ممتلكاته، مشددًا على أن الثراء ليس معيارًا لمحبة الله أو رضاه، مستشهدًا بقوله تعالى: «كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ»، مؤكدًا أن العطاء قد يُمنح للفاسق كما يُمنح للصالح.
واستطرد: أن الإمام الشافعي لخّص هذه الحقيقة في بيت شعر بليغ حين قال: «تموت الأُسْدُ في الغاباتِ جوعًا، ولحمُ الضأنِ يُرمى للكلاب»، موضحًا أن الدنيا ليست مقياسًا للتفاضل بين الناس، بل معيار التفاضل الحقيقي هو التقوى والعمل الصالح.
وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن المؤمن لا يُقاس بما يملك من مال أو جاه، بل بما يملك من إيمان وصبر وشكر، فالغنى والفقر كلاهما امتحان من الله تعالى لعباده.
