تعرض ليفربول للمرة الأولى منذ فبراير 2021، لأربع هزائم متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، وسط ظاهرة تكتيكية لافتة باتت تثير قلق جماهيره ومدربه الهولندي أرني سلوت: الجميع بات يلجأ للكرات الطويلة أمام الريدز، والنتيجة فعالة جدًا.
وشدد سلوت بعد الخسارة أمام مانشستر يونايتد 2-1 في “أنفيلد” أنه لا ينتقد أسلوب الخصوم، لكنه أشار بوضوح إلى أن اللعب المباشر بات سلاحًا ناجحاً ضد فريقه.
وأوضح: “حين تواجه يونايتد بكل ما يملكه من لاعبين مميزين، ثم يختار اللعب في تكتل دفاعي منخفض مع كثير من الكرات الطويلة، فإن تأخرك بهدف يمنحهم ثقة أكبر”.
والأرقام تدعم ملاحظاته، فـ75 تمريرة من أصل 294 لمانشستر يونايتد كانت طويلة، أي نحو 25.5% من مجمل تمريراتهم، وهي النسبة الأعلى للنادي منذ عام 2017 أمام أرسنال.
كما أن ليفربول تصدى حتى الآن لـ571 كرة طويلة هذا الموسم، أكثر من أي فريق آخر في الدوري، بينما لم يتجاوز بورنموث، ثاني أكثر المتضررين، حاجز الـ525.
المثير أن أعلى ثلاث مباريات من حيث عدد الكرات الطويلة هذا الموسم كانت جميعها ضد ليفربول: 75 أمام مانشستر يونايتد، 71 أمام كريستال بالاس، و70 أمام بورنموث. حتى في مواجهاته مع تشيلسي وبرينتفورد، استُخدم الأسلوب نفسه، وهو ما أقر به سلوت بعد خسارته 3-2 أمام برينتفورد قائلاً: “من الواضح أن الفرق تجد أسلوبًا ناجحًا ضدنا، ولم نكتشف بعد كيف نوقفه”.
وبدأ ليفربول الموسم بخمسة انتصارات متتالية لكنها لم تكن مقنعة، قبل أن يتراجع فجأة بسلسلة من أربع هزائم متتالية جعلته يتراجع بفارق سبع نقاط عن أرسنال المتصدر. اللافت أن كل انتصاراته وهزائمه جاءت بفارق هدف وحيد، ما يبرز هشاشة الفريق في إدارة التفاصيل الصغيرة للمباريات.
وبحسب تقرير لموقع “أوبتا” المتخصص في إحصائيات كرة القدم حول العالم، ، فباتت الفرق تستخدم الكرات الطويلة أكثر هذا الموسم، بمعدل يقارب 100 كرة في المباراة، فيما يتصدر ليفربول قائمة أكثر الفرق تعرضًا لها. ورغم أن الفريق لا يُعد ضعيفًا في الصراعات الهوائية، إذ فاز بـ56.5% منها بفضل تفوق فيرجيل فان دايك (78%) وإبراهيما كوناتي (70%)، إلا أن مشكلته الكبرى تكمن في التعامل مع “الكرة الثانية”، أي ما بعد الالتحام الأول.
المفارقة أن ليفربول لم يتعرض لعدد مماثل من الكرات الطويلة خلال موسمه الماضي حين تُوج باللقب، ما يجعل الأمر يبدو كأنه خطة ممنهجة من خصومه لحرمانه من أبرز نقاط قوته: الضغط العالي. فالأندية باتت تتجنب بناء اللعب القصير من الخلف، مفضلة إرسال كرات مباشرة نحو المهاجمين أو الأطراف لتجاوز ضغط ليفربول من الأساس.
هذا الأسلوب أضعف فعالية “الريدز” في افتكاك الكرة بالمناطق المتقدمة، إذ انخفض معدلهم من 8.1 “تحولات عالية” في المباراة إلى 6 فقط هذا الموسم. كما ساهمت الكرات الطويلة في كشف ثغرات دفاعية أخرى، خصوصًا على الأطراف مع الظهير الأيسر الجديد ميلوس كيركِز وتدوير اللاعبين على الجهة اليمنى.
حتى الكرات الثابتة صارت مصدر قلق إضافي، فقد تلقى ليفربول سبعة أهداف من الركلات الثابتة حتى الآن، بينها ثلاثة من رميات تماس طويلة، أكثر من أي فريق آخر في الدوري، بينما لم يُسجل عليه سوى هدف واحد فقط بهذه الطريقة طوال الموسم الماضي.
قائد الفريق أندرو روبرتسون لخص المشكلة بعد الهزيمة أمام برينتفورد قائلاً: “لا أحد يمنحك السيطرة مجانًا، عليك أن تقاتل من أجلها، أن تفوز بالكرات الأولى والثانية، وأن تفرض أسلوبك بالقوة قبل أن تظهر الجودة الفنية”.
ليفربول سيحاول التقاط أنفاسه حين يستضيف كريستال بالاس في كأس الرابطة، ثم يواجه أستون فيلا، أحد أقل الفرق استخدامًا للكرات الطويلة هذا الموسم.









