فعلى سبيل المثال، وعدت إحدى المرشحات بتزويج 150 شابا من جمهور ريال مدريد في حال فوزها مع “استبعاد” محبي برشلونة، بينما اختارت مرشحة أخرى إطلاق حملتها الانتخابية على الرصيف بدل اللوحات الفاخرة.
ولم تتوقف المفارقات عند هذا الحد، إذ استخدم أحد المرشحين صورة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في دعايته الانتخابية، مما أثار تساؤلات عن علاقة لاعب كرة القدم بالعملية السياسية.
كما انضم عدد من صناع المحتوى إلى سباق الترشح، في حين ركز آخرون على وعود خدمية بسيطة مثل “تبديل محولات الكهرباء وتبليط الشوارع”.
هذه المظاهر، بحسب الباحثة السياسية نوال الموسوي التي تحدثت لبرنامج “منصات” على “سكاي نيوز عربية”، تعكس “غياب ثقة الناخب العراقي في العملية الانتخابية برمتها”، مضيفة أن “الأمر لا يتوقف عند مستوى الأفراد، بل يمتد إلى ضعف البرامج السياسية والانتخابية الهادفة من قبل أغلب المرشحين”.
وتقول الموسوي إن “المال السياسي المنتشر في الساحة الانتخابية أدى إلى تغول أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، الذين يمتلكون النفوذ الأوسع من خلال البذخ الانتخابي الذي يمارسونه على الشارع العراقي“.
وتضيف أن “المرشحين الذين يفتقرون إلى الإمكانيات المادية يحاولون استقطاب الجمهور بوسائل ملفتة أو هزلية أحيانا، كاستعمال رموز رياضية أو وعود غير منطقية، لجذب الانتباه بأي وسيلة ممكنة”.
وتشير الباحثة إلى أن “الأغلبية المشاركة في الانتخابات هم من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، وبعضهم يسعى للحصول على الحصانة البرلمانية لحماية أمواله أو لتسوية ملفات فساد سابقة، وهو ما يعمق فقدان الثقة في العملية الانتخابية”.
وفيما يتعلق بترشح شخصيات من خارج المشهد السياسي، مثل صناع المحتوى أو مؤثرين من “تيك توك”، توضح الموسوي أن “اللجنة الانتخابية لا تضع معايير واضحة للترشيح، مما سمح بدخول من لا يملكون أي خلفية سياسية أو معرفية”، مضيفة أن “بعض رؤساء القوائم يستغلون هؤلاء المرشحين لجذب أصوات إضافية لصالح القوائم الكبرى”.
أما بشأن ردود الفعل الشعبية، فتلفت الموسوي إلى أن “السخرية المنتشرة على منصات التواصل تعكس وعيا شعبيا متزايدا، لكنها في الوقت نفسه تشير إلى حجم الإحباط لدى الناخبين الذين فقدوا الأمل في أن تفرز الانتخابات تغييرا حقيقيا”.
واختتمت الباحثة السياسية حديثها قائلة: “الناخب العراقي فقد الثقة بنتائج الانتخابات لأنها غالبًا ما تنتهي بتشكيل حكومات توافقية تُوزع فيها الحصص الوزارية بين الكيانات ذاتها، مما يجعل الوجوه تتكرر والنتائج ثابتة. رغم كل الهزل والسخرية نأمل أن يصحح العراقيون مسارهم الانتخابي يوما ما، فـما يصح إلا الصحيح”.








