بدأ ليفربول الموسم بانطلاقة حقيقية، بين صفقات مدوية لمستقبل الفريق وميركاتو قدمته إدارة الريدز لآرني سلوت كهدية على تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، وانتصارات متوقعة قادت الفريق إلى صدارة الدوري الإنجليزي، وحلم الحفاظ على اللقب كان يلوح في أذهان جماهير الفريق.
لكن تحول مجرى الرياح فجأة وأصبحت الأمور تسير بما لا يشتهي سلوت وجماهير ليفربول، حيث تحولت انتصارات الفريق إلى عثرات كبيرة ومفاجئة، وتحول رقم الصدارة الذي كان يزين اسم ليفربول إلى الرقم 7 غير المألوف للجميع، وكأن آرني غارق في أحلام اليقظة يطارد أوهامًا تحولت إلى واقع ملموس.
حلاوة البدايات الخادعة
حقق ليفربول انتصارات مع بداية الموسم، لكن كما يقال، كانت خادعة، الفريق كان يعاني لكن الفرديات أحرزت العديد من الانتصارات في الدقائق الأخيرة.
وهنا تكمن النقطة الفاصلة، لأن تحقيق الانتصارات لا يعني دائمًا أنك تسير في الطريق الصحيح، ربما ابتسم لك القدر، لكن الشيء الأهم أن تتعلم الدرس وتستفيد من هذا الانتصار بتصحيح أخطائك لمواصلة ما بدأت. على النقيض، كان سلوت يتعامل مع الأمر على أن الانتصارات ستستمر لا محالة، ولا داعي لإصلاح شيء.
المشاكل الدفاعية ظهرت للعديد من الناس، وكان أليسون ينقذ الفريق في العديد من المباريات، ولمسة كييزا السحرية مع حيوية نجومه الشباب تأتي بالثلاث نقاط في الثواني الحاسمة.
ومع غياب أليسون أصبح الفريق مكبلًا ولا يستطيع أن يحقق انتصارًا واحدًا في الدوري الإنجليزي، ووصل إلى رقم هو الأسوأ برصيد 4 هزائم متتالية في الدوري الإنجليزي، وهو رقم لم يعهده الريدز من قبل، وآرني سلوت خلال فترته التدريبية.
تصريحات سلوت تثير الجدل وتخلق المشاكل
وتأتي المشكلة الكبيرة مع آرني سلوت أنه لا يبحث عن الحلول لتخطي مشاكل الفريق، بل يثير الجدل بتصريحاته الهزلية والمثيرة للسخرية.
حيث قال المدرب بعد الهزيمة أمام اليونايتد: «الأندية تغير خطتها عندما تواجهنا فقط»، قد تعتقد أن التصريح ساخر من السوشيال ميديا، لكن هذا ما قاله مدرب ليفربول مؤخرًا، والجميع أصبح في حالة تعجب من هذا الأمر، هل يترك سلوت الأمور لتسير حتى يصبح مسرورًا؟ أم بماذا كان يفكر وهو يطلق مثل هذا التصريح؟ جميعها أمور توضح أن سلوت فقد السيطرة على كل شيء ولم يعد يثق في قدراته على مواصلة الموسم الحالي مع الريدز.
تطور الأندية الإنجليزية على عكس الموسم الماضي خلق حالة شك كبيرة لدى المدرب الهولندي، ومع توالي التعثرات تزداد عملية الشك أكثر فأكثر، حتى قد تأتي الإقالة في الوضع الحالي.
مشكلة سلوت وصلاح تخلق فجوة كبيرة في صفوف الريدز
تأتي المشكلة الأكبر التي تواجه ليفربول هي العلاقة التي توترت بين سلوت وصلاح مؤخرًا، كما أن سلوت أصبح يعتمد على مهاجم صريح، ولهذا أصبح دور محمد صلاح لا يقتصر على التسجيل فقط، بل أصبح دوره أكبر من ذلك، عليه مهام دفاعية وصناعة للأهداف بشكل أكبر، للاستفادة من وجود إيزاك وإيكيتيكي، وهو الأمر الذي لا يفضله محمد صلاح، وجعل اللاعب يظهر عاجزًا هذا الموسم.
نقطة قوة محمد صلاح كانت دائمًا أن يشارك مع مهاجم يقوم بدور تكتيكي أكبر من مجرد التسجيل، كما حدث في فترة فيرمينيو مع الريدز، حيث لم يكن بوبي يركز على التسجيل، بل خلق مساحة لمحمد صلاح حتى يتولى عملية التسجيل، فكنا نشاهد توهج محمد صلاح.
كذلك الموسم الماضي، لكن منذ انضمام إيزاك وإيكيتيكي، تحول دور صلاح إلى صانع ألعاب، ومع عامل السن أصبح هذا الأمر مرهقًا له كثيرًا، فبات يسهل مراقبته وإيقاف خطورته.
صفقات بلا فائدة
المشكلة الأكبر التي واجهت ليفربول أن الفريق صرف أكثر من 482 مليون يورو، وهو رقم مهول والميركاتو الأغلى بالنسبة للريدز، لذلك حجم التوقعات كبير، خاصة مع جودة العناصر التي تعاقد معها الفريق الإنجليزي مثل فيرتز وإيزاك صفقة العمر للجماهير مع إيكيتيكي وفيرمبونج وكيركيز.
عناصر جديدة في كل مركز ومهمة بشكل كبير لخلق شكل جديد للفريق وإضافة حيوية للريدز، لذلك التطلع كبير من جماهير الريدز على الأقل في الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي والمنافسة على دوري الأبطال حتى الرمق الأخير، لكن حتى الآن، صفقات الريدز لم تظهر مستواها المعهود.
إيكيتيكي فقط هو من قدم أفضل انطلاقة، بينما فيرمبونج غرق مع الإصابات، وفيرتز لم يأتي من ألمانيا بعد، وكيركيز أثبت أن روبيرتسون بقدم واحدة أفضل من اللاعب المجري في الريدز، الذي يعتبر ثغرة كبيرة في الدفاع وعاجز هجوميًا عن تقديم الحلول. وفي الوقت الذي كان يبحث فيه سلوت عن انسجام إيزاك مع عناصر الفريق، تعود إصابة جديدة تبعده عن الملاعب، ما سيؤثر بالتأكيد على مستواه عند عودته.
اختبارات نارية في انتظار سلوت
آرني سلوت ينتظره مجموعة من الاختبارات الصعبة الفترة القادمة حتى التوقف الدولي، حيث سيواجه أستون فيلا في مباراة مليئة بالمخاطر، ثم يواجه ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، وقبل التوقف الدولي يواجه مانشستر سيتي في قمة الدوري الإنجليزي، ولا يوجد أمامه خيارات سوى تحقيق الفوز، وإلا قد نجد إقالة المدرب الهولندي في الفترة القريبة القادمة.
